ابني لا يحبني … كيف أتصرف ؟
تشتكي بعض السيدات من ملاحظتها لمدى قرب الأطفال من أمهاتهم نفسيا و عاطفيا في حين أن تلاحظ أن أطفالها متعلقون بوالدهم أكثر منها و عدم ارتباطهم بها أو عدم حبهم لها وغير ذلك من المشاعر السيئة.
ما هي أسباب البعد النفسي للطفل عن والدته؟ هناك العديد من الأسباب لهذه الظاهرة، و قد يعاني منها حتى الأب، لكن الآباء لا يلاحظون كثير ميل الأبناء إلى أمهم أكثر و لا يحسون بالغيرة من ذلك و يعتبرون الأمر غريزة طبيعية تجعل الابن يحتاج لأنه إلا نادرا. و لكن لا يجب ترك المجال للغيرة في الأسرة، فالهدف الأساسي هو بناء ابن أو ابنة صالحة سوية و هو ما لا يمكن تحقيقه إلا بحب الوالدين معا، و حتى حب الأبوين لبعضهما البعض، لذلك فإن حب الطفل لامه غريزي و لا يبعده عن أمه إلا العصبية أما حبه لوالده فه ويكبر حسب تعامل الأب و ينمو برصيد الحنان و الحب له. و تنقلب الموازين في هذه الحالات:
أولا: أن تكون الأم هي الحاكم الناهي، فيبقى الأب في نظر الطفل هو مصدر الدلال و اللعب، في حين تكون صورة الأم على أنها صاحبة الأوامر و النواهي مما يجعله يميل لوالده أكثر. ثانيا: إذا كانت الأم عصبية أو قاسية أو دائمة الانتقاد و تكثر من الصراخ و الضرب، في حين يكون الأب أكثر تفهما. ثالثا: أن تفضل الأم بعض الأبناء عن البعض الآخر بسبب قربهم من أفكارها مثلا فلا تعدل بين أبنائها.
كيف يمكن التصرف في هذه الحالة؟ لا يوجد مانع في أن تكوني شديدة الحنان و الدلال كما يمكن أن تكوني حازمة في نفس الوقت، حتى تتمكني من تقديم تربية سليمة تمنحك حبهم و احترامهم و توقيرهم كذلك و تجنبك من أن تكوني من بين الصور التي ذكرناها سابقا في ذهن طفلك. لذلك يجب عليكما ما يلي:
أولا: تحدثي إلى زوجك و اتفقي معه على طريقة واحدة في التربية حتى لا يكون هناك اختلاف يجعل من أحدكما حازما و الآخر لينا في أوقات غير مناسبة. ثانيا: لا يجب أن يكسر واحدا منكما كلمة الآخر على الأبناء مهما كان الوضع و الظرف.
ثالثا: ثقفا نفسيكما في مجال التربية جيدا و ناقشا ما قرأتماه و فكرا في كيفية التعامل مع كل ابن حسب شخصيته. رابعا: حاولا دائما العدل بين الأبناء ولا تجعلا ميولكما يأخذكما لأحدهم دون الآخرين، فمن الطبيعي أن يكون أحد الأبناء أكثر شبها بأحد الوالدين و هذا لا يعني أن تفرطا في تربيته أو تدللاه أكثر من غيره. خامسا: اجعلا عنوان تربية الطفل حتى سن لسابعة هو اللعب و الدلال أكثر من الحزم، و التزما حدود الدلال حتى لا يصبح مفسدا ، فعليه دائما الالتزام بواجباته و أصول الأدب و لكن دون شدة أو قسوة.