كيف تتعاملين مع الطفل الكثير الكلام؟
الثرثرة أو الكلام الكثير و عدم الإصغاء إلى أحاديث الآخرين يعتبر من أكثر العادات المزعجة التي لا يحبها الأهل في أطفالهم إلى حد كبير و التي تؤدي إلى إزعاج من حولهم سواء من الأقارب أو الأصدقاء أو حتى الأساتذة في المدرسة. حيث يشتكي الأهل منهم دائما لهذا السبب.
غير أن هذه الظاهرة كلما تطورت كلما تؤدي إلى مشاكل كثيرة في محيط الطفل و تجعل الأشخاص الآخرين ينفرون منه و بالتالي يظهر ذلك في ثقتهم بنفسه و مدى اندماجهم في المجتمع في سن متقدمة. و إذا كنت تتسائلين لماذا أصبح طفلك ثرثارا، فيجب أن تتأكدي أن جزءا كبيرا من هذه المشكلة أنت سببها و تصرفاتك كذلك في التعامل معه.
أولا: طفلك يكون ثرثارا لأنك تجعلينه ينصت إلى أحاديثك الخاصة مع والده أو مع الآخرين. يجب أن تتوقفي عن تداول هذه الحوارات الخاصة أمام الطفل لأنها لا تهم بالدرجة الأولى كما أنه من الضروري أن ينشغل بأمور أخرى أهم منها.
ثانيا: طفلك يكون ثرثارا لأنك تتحدثين أمامه طيلة الوقت مع صديقاتك أو على الهاتف، مما يجعل الطفل يعتاد على الإصغاء إليك و أنت تحدثين طوال الوقت و بالتالي فهو يتربى على حب الكلام و الثرثرة. حاولي تخصيص وقت من الهدوء و الصمت و لا تتحدثي فيه كثيرا أمامه.
ثالثا: في حالة لم تكن هناك مساحات للقيام بالنشاطات داخل المنزل أو خارجه، فمن الطبيعي جدا أن يتعود طفلك على كثرة الكلام فهو لا يملك مساحات للقيام بهذه الأمور و النشاطات الأخرى سوء في المنزل أو خارجه. حاولي أن تحددي مساحة لطفلك حتى و إن كانت في المنزل ثم شاركيه ببعض النشاطات التثقيفية و التربوية.
رابعا: إذا لم يكن لابنك أصدقاء يلعبون معه فهذه من أكثر العوامل التي تجعله ثرثارا من الصف الأول، ففي حالة لم يكن احد يلعب معه و يمضي معه الوقت فسيلجأ إلى الجلوس مع الكبار و الاستماع إلى أحاديثهم و ثرثرتهم. حاولي تحفيز طفلك على الانخراط أكثر في اللعب مع رفاقه في المدرسة و تكوين صداقات جديدة.
خامسا: حاولي أن تدفعي بطفلك إلى القراءة لأن هذه الطريقة تعلمنه أهمية الصمت و عدم اللجوء إلى الثرثرة و كثرة الحديث و حاولي أن تتحدثي بهدوء من دون أن تستعملي معه العبارات الانفعالية لأنها تساعد على تحفيز الطفل على المبالغة و الإكثار من الكلام.